إن الصداقة بين الآباء والأبناء أمر مهم للغاية، لأنها تساعد الآباء في فهم أبناءهم ومعرفة طريقة تفكيرهم بشكل أفضل. مما يسهل عليهم التعامل معهم بحكمة، وإنشاء أسرة سعيدة، وإذا كنت تبحث عن إجابة لسؤالك: كيف أكون صديق لإبني؟. تابع قراءة المقال.
كيف أكون صديق لإبني؟
لا يستطيع معظم الآباء إنشاء علاقة صداقة مع أطفالهم. بسبب أنهم لا يريدون أن يتفهموا أطفالهم ولا يرون أنهم يستطيعون التعامل مع الأمور بحكمة. فيبقى الآباء يملون الأوامر والنواهي دون أي اعتبار لرأي الطفل. مما يقضي على أي فرصة لإنشاء علاقة صداقة بينهم. ولذلك سنوضح فيما يلي أهم الأمور التي يجب عليك اتباعها لكي تكون صديقاً لابنك:
خصص وقتاً للتعرف على طفلك
إذا أردت أن تكون صديقاً لطفلك فيجب عليك أولاً أن تتعرف عليه بشكل أفضل بحيث تتعرف على اهتماماته ونظرته للحياة وطريقة تفكيره والأحداث التي يمر بها. ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تخصيص وقت منتظم تقضيه مع طفلك.
خصص وقتاً للتحدث مع طفلك واجعله يخبرك بالأمور التي تحدث في حياته ويخبرك باهتماماته. لأن التعرف على طفلك بشكل جيد يسهل عليك التعامل معه ويساعدك في البحث عن نقاط مشتركة بينكما. مما يعزز من الروابط بينك وبين طفلك ويجعلكما صديقين مقربين.
اجعل طفلك يثق بك
يجب عليك أن تجعل طفلك يثق بك بشكل كامل، لتستطيع أن تعرف كل شيء في حياته. ويمكنك اكتساب ثقة طفلك من خلال الصدق والأمانة والحفاظ على وعودك ومعاملته كشخص بالغ ومنحه ثقتك.
إذا شعر طفلك أنك تعامله كشخص بالغ وتثق به وتعامله باحترام فلن يكون صديقك المفضل فحسب. بل سينمي ذلك مهاراته ويجعله يثق بنفسه ويسارع إلى طلب المشورة منك عندما يحتاج إليها. ويخبرك بجميع الأمور التي تجول بخاطره.
كن متساوي مع طفلك
إذا أردت أن تكون صديقاً لطفلك فمن المهم أن تجعله يشعر أنه مساوٍ لك. فمن غير المعقول أن تتوقع أن يعاملك طفلك كصديق له وأنت تملي عليه الأوامر ولا تهتم لرأيه أبداً.
استشر ابنك في بعض الأحيان، بشأن العمل أو البيت أو غيرها من الأمور التي تهمك. هذا سيجعل طفلك يشعر أنك تعامله كشخص مساوٍ لك وبالتالي سيصبح صديقك. كما أنه من الممكن أن يشير عليك بأمر تستفيد منه حقاً.
إذا كان طفلك صغيراً ولا يحسن تقديم المشورة لك، فمن الممكن أن تستشيره في أمور لا تؤثر كثيراً على حياتك ثم تقوم بتنفيذ اقتراحه كي يشعر طفلك أن له رأي معتبر عندك، وهذا سيجعله أيضاً يطلب مشورتك عندما يحتاج إليها.
أخبر طفلك بعض النكات المضحكة
وجدت بعض الدراسات أن أفضل طريقة لقضاء وقت ممتع مع ابنك وجعله صديقاً لك، هو أن تخبره ببعض النكات المضحكة التي تساعده في تجاوز يومه، وكسر الصورة النمطية عن الآباء بأنهم أشخاص متجهمين ولا يعرفون معنى السعادة.
كما أن الضحك مع ابنك يعتبر طريقة جيدة للتعرف عليه بشكل أفضل من خلال جعله يخبرك بالمواقف المضحكة التي حدثت معه في المدرسة أو الجامعة مما يعزز من روابط الصداقة بينكما ويدرك ابنك أنه يقضي وقتاً ممتعاً معك.
لا تحكم على أفعاله
من المهم أن يشعر طفلك أنك تحترمه وتعتبره شخصاً بالغاً يستطيع التعامل مع أموره وحده دون محاولة منك لتغيير تصرفاته، وإذا لم يشعر بذلك فستبقى دائماً والده الذي لا يثق به ولا يحترم تصرفاته وبالتالي لن تكون صديقاً له أبداً.
دع طفلك يتخذ بعض القرارات التي تناسب عمره، فعلى سبيل المثال دعه يختار لون غرفته التي يريدها وكيفية ترتيب الأثاث، وإذا كان ابنك كبيراً دعه يختار التخصص الجامعي الذي يريده، وابتعد عن إطلاق الأحكام على تصرفاته ووصفها بأنها ساذجة وغير ناضجة وأنه لا يحسن التصرف.
اذهب في رحلة مع طفلك
لعل الذهاب في رحلة مع طفلك هو أفضل طريقة لتعزيز روابط الصداقة بينكما، لأنه يسمح لكما بالتعرف على بعضكما البعض داخل إطار التسلية، وبالتالي ستصبح روابط الصداقة بينكما أفضل.
من المهم أن تعلم أن الأبناء يحبون الآباء الذين يتمتعون بحس الفكاهة ويقضون وقتاً ممتعاً معهم، لأن أغلب الأبناء لديهم فكرة نمطية عن الآباء وهي أنهم أشخاص غير مرحين ولا يراعون احتياجاتهم ويتحكمون في تصرفاتهم دائماً، فإذا كسرت الصورة النمطية فإنك ستكون صديقاً مقرباً لابنك.
إذا طبقت النصائح السابقة فسترى أنك أصبحت مقرباً من ابنك بشكل أكبر. وسترى أن ابنك رحب بفكرة أن تكونا صديقين بشكل كبير. لأن الأطفال يحبون قضاء وقت ممتع مع آباءهم ولكنهم لا يحصلون على ذلك دائماً.
وفي النهاية بعد أن أجبنا عن سؤال: كيف أكون صديق لإبني؟، يجب عليك أن تكون متوازناً في التعامل مع طفلك بحيث تكون صديق له وتضع بعض الحدود بينكما كي لا تفقد السيطرة ويبقى ابنك يحترمك كأب له أولاً ثم صديق، لأن تدليل طفلك كثيراً سيجعله يتمرد عليك وبالتالي ستصبح الأمور أسوأ.
شكرا
بواسطة
فاطمة