كيف أكون إنسانة راقية
الرقي
تعتبر صفة الرقي من السمات المميزة التي ترتبط بأشخاص معينين، وتعني اللباقة والذوق الرفيع والدقة في التصرفات مع الآخرين، وأناقة المظهر والسلوك المهذب، إضافةً إلى الأسلوب المميز في الحديث وطريقة التعبير والقدرة على التأثير في الآخرين، مما يجعل هذه الصفات مهمة؛ لأنها تترك أثراً مميزاً لأصحابها عند من يتعاملون معهم، وبالتالي فإن فهم المرأة الحقيقي لمعنى الرقي ينعكس إيجاباً على حياتها وعملها وعلاقاتها مع الآخرين، وتكمن أهمية الرقي في كونه يزيد من ثقة المرأة بنفسها ومن رضاها عن حياتها، ويخلق انطباعاً جيداً عنها وعن شخصيتها، كما أن تصرفاتها الراقية تسمح للآخرين بتقبلها بسرعة والرغبة في التعامل معها واحترامها وتقديرها.
صفات إنسانة راقية
تتميز الإنسانة الراقية بعدة صفات تميزها عن غيرها، منها:
الذكاء ورجاحة العقل
تتصرف الإنسانة الراقية بتصرفات تظهر ذكائها وقدرتها على التعامل مع المواقف بحكمة ونباهة، والتي تأتي كنتاج لممارستها لبعض الأمور التي تزيد من معرفتها ومعلوماتها العامة، مثل الإطلاع على الأخبار الحالية وأن تكون على دراية بما يحدث حول العالم ومع الأشخاص من حولها، بالإضافة إلى الاهتمام بالمجالات التي تحبها مثل العلوم المختلفة كالأدب والفلسفة والسياسة والفنون وغيرها بقدر الإمكان وتجربة كل ما هو جديد ومفيد، إضافةً إلى القراءة التي توسع مدارك عقلها وتقلل من محدودية تفكيرها، وتزيد من فهمها لوجهات النظر المختلفة، ومشاركتها في النقاشات المثمرة والتي تعزز من أسلوب الحوار لديها وقدرتها على الإقناع والاتفاق والاختلاف مع الآخرين، وقدرتها على إدراك أخطائها والاعتراف بها والاعتذار عنها؛ لأن هذه الأخطاء هي جزء من عملية نضج الإنسان وزيادة وعيه.
الأخلاق والمبادئ السامية
تظهر أخلاق الإنسانة الراقية ومبادئها من خلال كلامها وتصرفاتها مع الآخرين، مثل ابتعادها عن الكذب والخداع والتعامل مع الناس بصدق وأمانة، واحترام جميع الأشخاص باختلاف أعمارهم وأديانهم ومعتقداتهم، والإخلاص في العمل وإتقانه، وحب المساعدة والتعاطف مع الآخرين، إضافةً إلى تقديمها للمدح والثناء عند التعامل مع غيرها، فحين ملاحظة تصرف ما أو أمر ما مثيرٍ للإعجاب ويستحق المديح والتقدير لا بد من أن تثني على هذا الأمر، فذلك من شأنه أن يشعر الآخرين بالرضى والسعادة، كما أنه يقلل من الحواجز والتكلف بينها وبين الأشخاص، مما يساعدهم على التواصل معها بشكلٍ أفصل وأنجح ويترك لديهم انطباعاً جيداً حول صفات هذه الإنسانة.
الثقة بالنفس والتعبير عنها بلغة الجسد
تثق الإنسانة الراقية بنفسها وبتصرفاتها وقدراتها ومهاراتها، ولا تزعزع ثقتها المواقف العابرة أو آراء الآخرين وانتقاداتهم حولها فهي تعرف نفسها جيداً، وتعرف ما تحتاجه وما لا تحتاجه، كما أنها فخورة بنفسها وبما هي عليه وبما تقدمه من إنجازات، وتظهر ثقتها بنفسها من خلال لغة جسدها التي تمثل وضعية الجسم المفتوحة المعبرة عن الشعور بالارتياح والثقة والقوة، وهذه الوضعية تشمل الحفاظ على الكتفين والرأس مرفوعين للأعلى وإبقاء الظهر مستقيماً وغير منحني خلال الجلوس أو الوقوف أو عند المشي، إضافةً إلى تحريك الرأس بهدوء وبطئ عند النظر نحو الآخرين، والحفاظ على ابتسامة طبيعية وتواصل بصري خلال الحديث مع الآخرين.
الاهتمام بالمظهر الخارجي
يشمل المظهر الخارجي ارتداء المرأة الملابس المناسبة، حيث يجب عليها اختيار الملابس التي سترتديها وغيرها من التفاصيل التي ترتبط بمظهرها الخارجي بدقة، بحيث تتناسب مع المكان والزمان والحدث الذي سترتاده، فملابس العمل تختلف عن ملابس الحفلات، وملابس الرياضة تختلف عن ملابس الخروج مع الأصدقاء والعائلة، والملائمة بين هذه الأمور تعكس رُقيها كإمرأة، واختيار الملابس المناسبة لا يعني شراء الملابس الأعلى ثمناً بل اختيار الملابس المناسبة ذات الجودة العالية والتي تليق بها، كما أنه يشمل الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام الأنيق والمرتب، إضافةً إلى عدم المبالغة في ارتداء المجوهرات أو وضع المستحضرات التجميلية، بل اعتماد الأسلوب البسيط.
اللباقة والأدب في التعامل
ينبغي التصرف بلباقة وأدب مع الآخرين في كل الظروف والأوقات، سواءً في مكان العمل أو مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو مع الغرباء، إضافةً إلى الانتباه الدقيق للتصرفات في كل الظروف، كعدم التعامل بتعالي مع الآخرين، والتفكير ملياً قبل التسرع بالتصرف، وعدم المبالغة في ردة الفعل، والحفاظ على هدوء الأعصاب والاتزان قدر الإمكان، والتجاوز عن المشاكل والمواقف البسيطة والتي لا تستحق الانفعال.
حل المشكلات بطريقة ناجحة
يجب أن يكون لدى الإنسانة الراقية أسلوباً ناجحاً في التعامل مع المشكلات التي قد تواجهها في حياتها، أو التي قد تحدث مع من حولها، بطريقة منطقية وبحكمة وهدوء وحيادية، والابتعاد عن التعصب واستباق الأحداث وإطلاق الأحكام على الآخرين، فمثلاً إذا حصل سوء تفاهم بينها وبين أحد الأشخاص المحيطين بها فإن عليها مواجهة الشخص ومعرفة أسباب سوء التفاهم، ومحاولة توضيح وجهة نظرها والسبب وراء تصرفها الذي قامت به، وهذا من شأنه أن يساعد كلا الطرفين على فهم سبب المشكلة والبحث عن الحل المناسب، بدلاً من تجنب الحديث مع الشخص المعني والتطرق إلى الحديث عن المشكلة في غيابه وإطلاق الإشاعات والأقاويل عنه، أو تجنب التعامل معه بسبب سوء التفاهم الذي كان من الممكن حله.
انتقاء الكلمات المناسبة
يجب على الإنسانة الراقية عدم التلفظ بالكلمات النابية أو استخدام الكلمات أو العبارات أو النكات الجارحة للآخرين، كما أنها قد تتعرض لبعض المواقف التي تدعو للغضب وإبداء ردود الفعل السريعة مما يدفعها للتفوه ببعض الكلمات غير المناسبة بشكل عفوي وبديهي وغير مسؤوول أحياناً، ولكن الإنسانة الراقية هي من تتحكم بنوع المصطلحات التي تستخدمها في حديثها مع الآخرين، بالإضافة إلى محاولتها لتعلم أفضل المصطلحات وأنسبها للحفاظ على احترامها المتبادل مع الآخرين وعلى مشاعرهم، كما أنها تستخدم كلمات الترحيب والشكر والاعتذار عندما يتطلب الأمر ذلك
شكرا
بواسطة
الاء