على الرغم من أن الأسرة هي الحضن الدافئ للطفل، إلا أنها ليست متاحة للجميع. حيث إن هناك الكثير من الأطفال الذين لا يجدون الأمان في الأسرة بسبب أن الأب يكون سريع الغضب ويتعامل مع أبناءه بقسوة وربما يقوم بتعنيفهم أحياناً. ولذلك سنجيب في هذا المقال عن سؤال مهم وهو: كيف أتعامل مع والدي العصبي؟.
كيف أتعامل مع والدي العصبي؟
هناك الكثير من الطرق والاستراتيجيات التي يمكن للأبناء فعلها لتقليل غضب والدهم وعصبيته. لكي يشعر الأب والأبناء بالأمان والسكينة في البيت، ومن أهم هذه الطرق ما يلي:
استمع لوالدك دون مقاطعة
عندما يتحدث والدك العصبي معك، فيجب عليك أن تبقى هادئاً وأن لا تحاول مقاطعته. دعه ينهي كلامه أولاً ويعبر عن مشاعره بطريقته الخاصة ويعبر عن مخاوفه. ثم بعد أن ينهي والدك الحديث يمكنك أن تخبره بما تريده وأن تحاول أن توضح له الأمور.
غالباً ما تدل عصبية الأب على مشكلة أعمق لديه. فمن المحتمل أن يتصرف الوالد بعصبية مع ابنه عندما يشعر بالخوف عليه ويشعر أن حياة ولده لا تسير في الطريق الصحيح. وفي بعض الأحيان الأخرى تدل عصبية الوالد على ضغوطات الحياة التي يمر بها. لذلك يجب عليك أن تدعه يعبر عن مشاعره دون مقاطعة منك.
لا تحاول أن تبرر
لا تحاول أن تجابه والدك عندما يكون غاضباً وأن تبرر موقفك لتظهر بمظهر الشخص البريء حتى ولو كنت كذلك. لأن دفاعك عن نفسك أمام والدك الغاضب سيجعله يغضب بشكل أكبر وسيشعر أنك لا تحترمه وتحاول أن تظهره بمظهر المخطئ.
أخبرك والدك بما يريد سماعه عندما يكون غاضباً حتى ولو كان ذلك يعني أن تتهم نفسك. واستمر بالاعتذار لوالدك عن ما بدر منك، وبعد أن يهدأ يمكنك أن توضح له وجهة نظرك وتدافع عن نفسك كما يحلو لك.
اختر معاركك بحكمة
من المهم أن تعلم أن عصبية والدك عليك لا تعني أنه يجب عليك أن تقوم بمناقشته في جميع الخلافات بينكما. فمن الأفضل لك أن تختار معاركك بحكمة بحيث تتناقش معه في الأمور التي تهمك كثيراً. وتترك مناقشته في الأمور التي لا تهمك كثيراً ولا تؤثر على حياتك.
كما يجب عليك أيضاً تتناقش مع والدك في الأمور التي تهمك عندما يكون هادئاً. وأن تتناقش معه بهدوء وتحترمه وتقدر وجهة نظره وأن تضع نفسك مكانه وتستذكر الصفات الجيدة فيه.
تجنب فعل الأخطاء
إذا أردت أن يصبح والدك هادئاً ويبتعد عن العصبية فيجب عليك أن تتجنب فعل الأمور الخاطئة أمامه، لأن غضب والدك مقترن بالأفعال الخاطئة التي تقوم بارتكابها وفعل الأمور التي تؤثر على مستقبلك.
لا تقم بفعل أي شيء لا يرضي والدك حتى ولو رأيت أنه فعل صحيح، أو على الأقل قم بفعله عندما لا يكون حاضراً، لتتجنب غضب والدك عليك.
السعي لتغيير حياتك
إذا شعر والدك أنك تحاول تحسين حياتك وتقوم بفعل الكثير من الأمور الجيدة، فإنه ستوقف عن الغضب عليك وسيعاملك بطريقة أفضل، لأن السبب الأول لغضب الآباء على أبناءهم هو خوفهم على مستقبلهم وشعورهم أنهم يضيعون حياتهم في أمور لا تثري حياتهم.
قم بتغيير حياتك إلى الأفضل وتجنب فعل الأخطاء، وسترى كيف سيعاملك والدك بحب ولطف، فهو مازال يحبك ولكنه يخاف عليك ويظهر ذلك الخوف على شكل عصبية وغضب.
تجنب التعامل مع والدك
إذا كنت تمتلك والداً عصبياً ويسيء إليك باستمرار وجربت جميع الطرق ولم تفلح معه. فقد يكون من الأفضل لك أن تتجنب التعامل معه والاحتكاك به، فهذا قد يخفف من عصبية والدك.
ولكن من المهم أن تعلم أن عصبية والدك ليس مبرراً لك لتعامله بطريقة سيئة وتصبح ابناً عاقاً، بل يجب عليك أن تعامله بالحسنى وتحسن إليه وتبره وتحتسب ذلك كله عند الله عز وجل، فقد تكون عصبية والدك اختبار لك ولصبرك.
اطلب المساعدة
إذا لم تستطع التعامل مع والدك العصبي واستمر في إساءته إليك. فقد يكون من الأفضل لك أن تطلب المساعدة من أحد أفراد العائلة الموثوقين. ليتحدث مع والدك ويخبره بضرورة التوقف عن مضايقتك وعصبيته عليك.
من الأفضل لك أن تطلب المساعدة من شخص يستطيع إقناع والدك ويستمع له في نفس الوقت. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تطلب المساعدة من جدك أو جدتك أو أحد إخوتك الكبار.
وفي النهاية بعد أن أجبنا عن سؤال: كيف أتعامل مع والدي العصبي؟، يجب عليك أن تعلم أن حق والدك عليك كبير جداً، وأن ما بدر منه من إساءة لك، فإنه لا يساوي شيئاً مقابل ما قدمه لك وما ضحى به من أجلك، فهو يعمل ساعات طويلة كي تعيش أنت مرتاحاً، ويسهر لكي تنام مطمئناً، فتغافل عن إساءة والدك وكن ولداً باراً به وأدعُ الله عز وجل أن يهديه ويصلح أمره.
شكرا
بواسطة
فقرة